کد مطلب:99409 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:119

خطبه 225-چرا مردم مختلفند؟











[صفحه 18]

الشرح: و ذعلب و احمد و عبدالله مالك، رجال من رجال الشیعه و محدثیهم. و هذا الفصل عندی لایجوز ان یحمل علی ظاهره، و ما یتسارع الی افهام العامه منه، و ذلك لان قوله: (انهم كانوا فلقه من سبخ ارض و عذبها)، اما ان یرید به ان كل واحد من الناس ركب من طین، و جعل صوره بشریه طینیه براس و بطن و یدین و رجلین، ثم نفخت فیه الروح كما فعل بادم، او یرید به ان الطین الذی ركبت منه صوره آدم فقط كان مختلطا من سبخ و عذب، فان ارید الاول فالواقع خلافه، لان البشر الذین نشاهدهم، و الذین بلغتنا اخبارهم لم یخلقوا من الطین كما خلق آدم، و انما خلقوا من نطف آبائهم. و لیس لقائل ان یقول: لعل تلك النطف افترقت لانها تولدت من اغذیه مختلفه المنبت من العذوبه و الملوحه، و ذلك لان النطفه لاتتولد من غذاء بعینه، بل من مجموع الاغذیه، و تلك الاغذیه لا یمكن ان تكون كلها من ارض سبخه محضه فی السبخیه، لان هذا من الاتفاقات التی یعلم عدم وقوعها، كما یعلم انه لایجوز ان یتفق ان یكون اهل بغداد فی وقت بعینه علی كثرتهم لا یاكلون ذلك الیوم الا السكباج خاصه، و ایضا فان الارض السبخه، او التی الغالب علیها السبخیه، لا تنبت الاقوات اصلا. و ان ارید الثانی،

و هو ان یكون طین آدم (ع) مختلطا فی جوهره، مختلفا فی طبائعه، فلم كان زید الاحمق یتولد من الجزء السبخی و عمرو العاقل یتولد من الجزء العذبی؟ و كیف یوثر اختلاف طین آدم من سته آلاف سنه فی اقوام یتوالدون الان. و الذی اراه ان لكلامه (ع) تاویلا باطنا، و هو ان یرید به اختلاف النفوس المدبره للابدان، و كنی عنها بقوله: (مبادی ء طینهم)، و ذلك انها لما كانت الماسكه للبدن من الانحلال، العاصمه له من تفرق العناصر، صارت كالمبدا و كالعله له من حیث انها كانت عله فی بقاء امتزاجه و اختلاط عناصره بعضها ببعض، و لذلك اذا فارقت عند الموت افترقت العناصر، و انجلت الاجزاء، فرجع اللطیف منها الی الهواء، و الكثیف الی الارض. و قوله: (كانوا فلقه من سبخ ارض و عذبها، و حزن تربه و سهلها) تفسیره ان الباری ء جل جلاله لما خلق النفوس، خلقها مختلفه فی ماهیتها، فمنها الزكیه و منها الخبیثه، و منها العفیفه و منها الفاجره، و منها القویه و منها الضعیفه، و منها الجرئیه المقدمه، و منها الفشله الذلیله، الی غیر ذلك من اخلاق النفوس المختلفه المتضاده. ثم فسر (ع) و علل تساوی قوم فی الاخلاق و تفاوت آخرین فیها، فقال: ان نفس زید قد تكون مشابهه او قریبه من المشابهه

لنفس عمرو، فاذا هما فی الاخلاق متساویتان، او متقاربتان، و نفس خالد قد تكون مضاده لنفس بكر او قریبه من المضاده، فاذا هما فی الاخلاق متباینتان او قریبتان من المباینه. و القول باختلاف النفوس فی ماهیاتها هو مذهب افلاطون، و قد اتبعه علیه جماعه من اعیان الحكماء، و قال به كثیر من مثبتی النفوس من متكلمی الاسلام. و اما ارسطو و اتباعه، فانهم لایذهبون الی اختلاف النفوس فی ماهیتها. و القول الاول عندی امثل. ثم بین (ع) اختلاف آحاد الناس، فقال: منهم من هو تام الرواء، لكنه ناقص العقل. و الرواء بالهمز و المد: المنظر الجمیل، و من امثال العرب: (تری الفتیان كالنخل و ما یدریك ما الدخل). و قال الشاعر: عقله عقل طائر و هو فی خلقه الجمل و قال ابوالطیب: و ما الحسن فی وجه الفتی شرف له اذا لم یكن فی فعله و الخلائق و قال الاخر: و ما ینفع الفتیان حسن وجوههم اذا كانت الاخلاق غیر حسان فلا یغررنك المرء راق رواوه فما كل مصقول الغرار یمانی و من شعر الحماسه: لقومی ارعی للعلا من عصابه من الناس یا حار بن عمرو تسودها و انتم سماء یعجب الناس رزها بابده تنحی شدید وئیدها تقطع اطناب البیوت بحاصب و اكذب شی ء برقها و رعودها

فویل امها خیلا بهاء و شاره اذا لاقت الاعداء لولا صدودها! و منه ایضا: و كاثر بسعد ان سعدا كثیره و لا ترج من سعد وفاء و لا نصرا یروعك من سعد بن زید جسومها و تزهد فیها حین تقتلها خبرا قوله (ع): (و ماد القامه قصیر الهمه)، قریب من المعنی الاول، الا انه خالف بین الالفاظ، فجعل الناقص بازاء التام، و القصیر بازاء الماد. و یمكن ان یجعل المعنیان مختلفین، و ذلك لانه قد یكون الانسان تام العقل، الا ان همته قصیره، و قد راینا كثیرا من الناس كذلك، فاذن هذا قسم آخر من الاختلاف غیر الاول. قوله (ع): (و زاكی العمل قبیح المنظر) یرید بزكاء اعماله حسنها و طهارتها، فیكون قد اوقع الحسن بازاء القبیح، و هذا القسم موجود فاش بین الناس. قوله: (و قریب القعر بعید السبر)، ای قد یكون الانسان قصیر القامه، و هو مع ذلك داهیه باقعه، و المراد بقرب قعره تقارب ما بین طرفیه، فلیست بطنه بمدیده و لامستطیله، و اذا سبرته و اختبرت ما عنده وجدته لبیبا فطنا، لایوقف علی اسراره، و لایدرك باطنه، و من هذا المعنی قول الشاعر: تری الرجل النحیف فتزدریه و فی اثوابه اسد مزیر و یعجبك الطریر فتبتلیه فیخلف ظنك الرجل الطریر و قیل لبعض الحكماء: ما بال ا

لقصار من الناس ادهی و احذق؟ قال: لقرب قلوبهم من ادمغتهم. و من شعر الحماسه: الا یكن عظمی طویلا فاننی له بالخصال الصالحات وصول و لاخیر فی حسن الجسوم و طولها اذا لم تزن حسن الجسوم عقول و من شعر الحماسه ایضا و هو تمام البیتین المقدم ذكرهما: فما عظم الرجال لهم بفخر و لكن فخرهم كرم و خیر ضعاف الطیر اطولها جسوما و لم تطل البزاه و لا الصقور بغاث الطیر اكثرها فراخا و ام الصقر مقلات نزور لقد عظم البعیر بغیر لب فلم یستغن بالعظم البعیر قوله (ع): (و معروف الضریبه، منكر الجلیبه)، الجلیبه هی الخلق الذی یتكلفه الانسان و یستجلبه، مثل ان یكون جبانا بالطبع فیتكلف الشجاعه، او شحیحا بالطبع فیتكلف الجود، و هذا القسم ایضا عام فی الناس. ثم لما فرغ من الاخلاق المتضاده ذكر بعدها ذوی الاخلاق و الطباع المتناسبه المتلائمه، فقال: (و تائه القلب متفرق اللب)، و هذان الوصفان متناسبان لامتضادان. ثم قال: (و طلیق اللسان حدید الجنان)، و هذان الوصفان ایضا متناسبان، و هما متضادان للوصفین قبلهما، فالاولان ذم، و الاخران مدح.


صفحه 18.